الحزين المــديــــــــــــر العـــــــام للمنتدى
عدد المساهمات : 257 العمر : 28
| موضوع: اثر الصوم في تكامل النفس الإثنين أغسطس 08, 2011 9:02 am | |
| [ أثر الصوم في تكامل النفس ]
قال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
الإنسان في طريقه الى التكامل يحتاج إلى مايطهر نفسه ويزكيها فيخرجها من ماديتها الحالكه إلى معنوية وضاءة تؤدي به إلى التقرب إلى الله وإلى حلول حب الله جل وعلا في نفسه ولا يحل هذا الحب العظيم إلا في نفس لها من الكمال نصيب ولا كمال إلا بما يبعد الإنسان عن أدران المادة .. تتكامل النفس الإنسانية بمقدار ما تذوب فيها المادية وتمتنع عنها الصفات الرذيئه والأخلاق الذميمة, فمعالجة النفس غير معالجة البدن ولها طرق خاصه ومن أهمها الصوم فله أثر فعال في تكامل النفس ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( صوموا تصحوا ) يشمل الصحه في النفس والصحه في البدن ولاريب صحة النفس هي الغاية القصوى التي يجب على الإنسان أن يسعى لتحقيقها ولاتصح هذه النفس إلا إذا سلمت من أسر الهوى والشهوات لذلك جاء في الحديث ( خصاء أمتي الصوم ) ..
أي أن الصوم خير قامع للشهوات فلو تعوّد الشاب في عنفوان شبابه أن يصوم أكثر أيامه فإنه لا يتصدى إلى ماحرم الله من أعمال قبيحه فيكون ملكاً على شكل إنسان فيه من الروحانية وصفاء النفس مالايوصف ... !
ومن كان غير مصدق فليجرب فالتجربة سند العلوم الحديثة ومدارها
ومما لا مراء فيه ان الإنسان لم يؤت به إلى هذه الدنيا بهذه الصوره إلا ليتكامل ذلك لأنه ناقص حين يولد والله تعالى لا يصدر منه إلا الكمال ! فوجب على الإنسان أن يتكامل لا محاله فإن أبى فمصيره النار ليطهر فيها فإذا تكامل كان أهلاً ليدخل في ( جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين )
ولذلك يقول الله حين يتساهل مع من لا يقوى الصوم إلا بمشقه لا تكاد تطاق ( وإن تصوموا خيرٌ لكم ) ذلك لأن مايستفيده هذا البشر – رغم تحمله المشقة الكبيرة – من المعنوية الفائقه والفوز بمعرفة الله هو اضعاف هذا العناء
ولا ريب ان الشيطان هذا الذي يرانا ولا نراه هو عدو الإنسان ولولا اتباعنا واطاعتنا له لعرجنا في ساحات القدس, على أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .
فلا سلطان ولا سيطره على الانسان خلافاً لما يقوله بعض من يريد تبرير موقفه عند ارتكاب المعاصي
إنما الشيطان يدعونا فحسب ولا يتعدى أمره الدعوه فما علينا إلا أن لا نلبي دعوته .
فالشيطان يدخل في جوف الإنسان من طرق شتى ويقوم بمحاكمة مع العقل الإنساني, أرأيت إنك إذا اردت أن تعطي مسكيناً عشرة دنانير وأنت لك حاجه كمالية يمكنك أن تستغني عنها كيف يحدث بينك وبين ناطق في خلدك محاكمات ونقاش, أنت تريد العطاء وهو يسول لك الدنيا ويزينها فتنصرف من هذا العطاء الذي يقربك إلى الله
هذا الناطق هو الشيطان .. !
أرأيت إذا كان وقت السحر وأردت النهوض إلى صلاة الليل والتهجد بين يدي رب العباد تأخذ نفسك لتعرج بها إلى الملكوت الأعلى كيف يخدعك ناطق في جوفك قائلاً إنك متعب فنم هنيهه النوم عافيه ولابد لك من أن تحافظ على صحة بدنك فإنك إذا قمت لصلاة الليل لن تقوى على انجاز الأعمال التجارية في النهار إلى ماهنالك
حتى جعلك تنام وتندم في آخر ساعة حياتك على ضياع عمرك وعدم زرعك في دنياك ماتحصده !
فلو تمكن الإنسان أن يسيطر على الشيطان لولج في عالم من المعنويه والقدسيه فيه من السرور مالايوصف ولاتتحقق له هذه السيطره إلا بما يخفف وطأة الماده في بدنه ومنه الصوم والصلاة لذلك جاء في الحديث " الصلاة صابون الخطايا "
وإني أذكر فقره من دعاء يقرأ كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك يتعوذ فيه المؤمن بالله من هدوه الشيطان لأهميته ( اللهم صلِ على محمد وآل محمد وأعذني فيه من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسوسته وتثبيطه وكيده ومكره وحبائله وخدعه وأمانيه وغروره وفتنته وأحزابه واتباعه واشياعه واوليائه وشركائه وجميع مكائده )
انظروا إلى بعض ماجاء في دعاء اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك . إنه معالجة الروح والنفس والقلب فإن القلوب مريضه ومعالجتها لا يكون إلا بما يناسبها
يقول الصائم وهو خاشع ذليل بين يدي ربه في اليوم الخامس : ( اللهم صلِ على محمد وآل محمد وانزع مافي قلبي من حسد أو غل أو غش أو فسق أو فرح أو مرح أو بطر أو أشر أو خيلاء أو شك أو ريبه أو نفاق أو شقاق أو غفله أو قطيعه أو جفاء أو ماتكرهه مما هو في قلبي )
( اللهم ارزقني سلامة الصدر وانفتاحه الى ماتحب وترضى ونور القلب وتفهمه لما تحب وترضى وضياء القلب وتوقده في ماتحب وترضى وحسن القلب وايمانه فيما تحب وترضى يامن بيده صلاح القلب اصلح لي يامن بيده سلامة القلب فاجعله سالماً لي )
إن الصوم والدعاء ومايقوم به المؤمن في ليالي القدر خير وسيلة لتعمير القلب وإصلاح النفس حتى تصبح النفس مصداقاً للحديث : ومن سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن
الإنسان ليشعر برفع هذا الثقل عن كاهله إذا ناجى ربه وذرفت عيناه بالدموع لاسيما اذا قرأ دعاء أبي حمزه الثمالي وخشع في دعائه وجرت دموعه على خديه
إنه ليشعر بعد الانتهاء من الدعاء كيف تخف نفسه كأنه قد وضع حملاً ثقيلاً عن كاهله وكيف يعلوها سرور وابتهاج بصوره لا شعوريه
فإن من علائم الإيمان دمعة الفرح والإنجداب على آيات الله قال تعالى ( وإذا سمعوا ماانزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )
إن القلب ليصدأ إن لم يبك الفرد على ذنوبه أو حباً لله تعالى إن صدأ القلب أمر معنوي وإزالته لايكون إلا بشكل معنوي والبكاء أمارة هذا الإنقلاب المعني ثم إن الدمعة على ماثبت في الطب الحديث تدفع مئات الأمراض عن البدن
ومما ريب فيه أن الله لو أراد ان يهدي عبداً حين يتوجه إليه العبد مكفراً عن ذنبه وأحب أن يغفر له جعله يبكي على ذنوبه في جوف الليل وأوقات العباده وهذا من علائم التقرب إليه تعالى ..
يقول الله تبارك وتعالى في وصف المؤمنين حينما تتلى عليهم آياته ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) | |
|