قاست البحرين ولا زالت تقاسي أياما عصيبة منذ اندلاع الثورة في الرابع عشر من فبراير ، فقتل من قتل من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ، واعتقل من اعتقل منهم ، و فصل من فصل ، وتعرض للأذى من تعرض ، فحتى بيوت الله وكتابه الكريم لم يسلما من جراء هذه الحملة الشعواء ، فقد اعتدي على المساجد بالتهديم والتخريب ، واعتدي على القرآن بالحرق والتمزيق ، هذه الأيام لن ينساها التاريخ وسيسطرها بحروف من دم سيتحول إلى طوفان يهد أركان الحكومة الظالمة ، هذا باختصار ما جرى على البحرين وأهل البحرين الشرفاء ، في مقابل ماذا ؟ في مقابل شعب بريء مسالم محب مؤمن ومخلص لوطنه لا يريد الأذى له كما أراده هؤلاء الظلمة ، خرج ليطالب بحقوقه بكل سلم و محبة و حفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ، فقابل الرصاص بالورود والصدور المفتوحة ، سطر بسلميته أروع الملاحم وخطى خطاه وفق شريعته المقدسة المسالمة في جوهرها ، المقدمة للسلم على الحرب ، ولا زال هذا الشعب بعد كل ما جرى عليه متمسكا بسلميته وحضاريته وحفاظه على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ومبتعدا عن أذية الآخرين ، إلا أننا وقبل فترة ليست بالقليلة شهدنا أعمال نخاف أن تحرف هذه المسيرة وتخرجنا عن هذا المنهج الذي عاهدنا أنفسنا عليه، وهو عمل إغلاق الشوارع والخروج ا لليلي بمسيرات تجوب الأحياء والأزقة السكنية في القرى، وجميعنا يعلم أن من حق أي مظلوم أن يطالب بحقه ومن حقه إغلاق الشارع ليبعد عن نفسه الأذى المحتمل من قوات الشغب ، ولكن فلنكن أوعي من ذلك ، فجميعنا يعرف نتيجة الخروج في الأحياء السكنية وإغلاق الشوارع ، فنهايتها هو أن تأتي قوات الشغب وتقمع المسيرات وتغرق المنطقة بالغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاط وغير ذلك ، وهذا يؤدي إلى أذية الأهالي القاطنين في هذه المنطقة وربما يصل الأمر إلى وفاتهم بعد استنشاق الغازات السامة وقد حصل ذلك في بعض المناطق ، ولذا فإن التظاهر بهذا الشكال وفي هذه الأماكن يكون محل إشكال شرعي وإنساني ، بحيث أن إغلاق الشوارع والخروج بالمسيرات في الأحياء السكنية تجلب الضرر على الأهالي الذين لا يؤيدون هذا الأسلوب أو البعض منهم ممن يخاف الخروج أو الذي غير مؤيد للثورة وغير ذلك ، ومن حق أي شخص يمتلك تلك الأوصاف أعلاه أن يستاء من هذه الحالة ، ولذا سيؤدي ذلك إلى حدوث منازعات بين المتظاهرين وبين من يتضررون ممن لا يتظاهرون وبالتالي بدل من أن نكسب المزيد من الأصدقاء اكتسبنا المزيد من الأعداء ومن أبناء جلدتنا ولحمنا ودمنا وهذا أمر خطير ، فلا نصر يتحقق ونحن لا زلنا نتنازع مع بعضنا البعض ، فأما الطريق إلى الحل فهو أحد الخيارين ، إما أن ترضى الأهالي بخروج المتظاهرين وقبولهم بالوضع عن رضا منهم ، وإما أن يخرج الشباب في أماكن بعيدة عن الأحياء السكنية و لا يسبب إغلاقهم للطرقات تعطيل لأحد لوجود طرق أخرى يستطيعون المرور منها ، وبهذا تتحقق الوحدة ، الرضا والقبول بالآخر ، فالذين يمتلكون أساليب أخرى لا يذمون المتظاهرين ، والمتظاهرين لا يذمون الآخرين ، وأيضا ، سنتحصل من ذلك دعم الأطراف المحايدة وتأيدهم عندما يرون أن المطالبة الشعبية ترعى في تحركاتها الموازين الأخلاقية والشرعية التي هي إنسانية بالطبع ، وبذلك سنتخلص من النزاعات الداخلية وسنكون جبهة موحدة قوية ستؤدي إلى تحقيق مطالبنا مهما كان الظرف
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
الحـــــــــــــزيــــــــــن